Tuesday, January 17, 2017

تنزيل كتاب استمتع بحياتك

تنزيل كتاب استمتع بحياتك


ابتسم .. ابتسم .. ابتسم أعلمه منذ سنين .. فهو أحد زملائي في عملي .. على كل حال .. لكن هل تصدق أنني إلى الآن لا أدري هل نبتت له أسنان أم لا !! دائم التجهم .. والعبوس .. وكأنه إذا ابتسم نقص عمره .. أو قلَّ ماله !! قال جرير بن عبد الله البجلي : ما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا تبسم في وجهي .. الابتسامة أنواع .. ومراتب .. فمنها البشاشة الدائمة .. أن يكون وجهك صبوحاً مبتهجاً بإسنمرار .. فلو كنت مدرساً ودخلت الفصل على طلابك .. فالقهم بوجه بشوش .. ركبت طائرة .. ومشيت في الممر والناس ينظرون إليك .. كن بشوشاً .. دخلت بقالة .. أو محطة وقود .. مددت له الحساب .. ابتسم .. في ا� �مجلس .. ودخل شخص وسلم بصوت عال .. ومر بنظره على الجالسين .. ابتسم .. دخلت على مجموعة .. وصافحتهم .. ابتسم .. الابتسامة لها من التأثير الكبير في امتصاص الغيظ والشك والتردد .. ما لا يشاركها غيرها .. البطل هو ذلك الذي يقدر على التغلب على عواطفه .. والتبسم .. كان أنس بن مالك يمشي مع النبي عليه السلام يوماً.. والنبي عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية .. فلحقهما أعرابي .. أقبل ذلك الأعرابي يجري وراء النبي يريد أن يلحق به .. حتى إذا اقترب منه .. جبذه بردائه جبذة شديدة .. فتحرك الرداء بعنف على رقبة النبي عليه السلام .. قال أنس : حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله .. ربما أثرت به� � حاشية البُرد من شدة جبذته .. فماذا يريد ذلك الرجل ؟! لعل بيته يحترق وأقبل يريد معونة .. أو أحاطت بهم غارة من المشركين .. اسمع ماذا يريد .. قال : يا محمد .. ( لمح لم يقل : يا رسول الله ) .. قال : يا محمد .. مُر لي من مال الله ذلك الذي عندك .. فالتفت رسول الله .. ثم ضحك .. ثم أمر له بعطاء .. نعم .. كان بطلاً لا تستفزه مثل تلك التصرفات .. ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات .. كان كبير البطان .. قوياً يضبط أعصابه .. دائم الابتسامة حتى في أحلك الظروف .. يفكر في عواقب الأمور قبل أن يفعلها .. وماذا يفيد إذا أنه صرخ بالرجل أو طرده ‍‍! هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كلا .. إذن ليس مثل الصبر والتحمل .. نعم القليل من الأمور نثور لها ونغضب .. ودواءها شيء آخر تماماً ..


حمل من هنا


المصدر
تحميل كتاب استمتع بحياتك

No comments:

Post a Comment